فصل: مناسبة الآية لما قبلها:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



4- ومنها ما اكرم الله به نبيه داود من حسن الصوت العظيم، الذي جعل الله بسببه الجبال الصم، والطيور البهم، يجاوبنه اذ رجع صوته بالتسبيح، ويسبحن معه بالعشي والاشراق.
5- ومنها أن من أكبر نعم الله على العبد أن يرزقه العلم النافع، ويعرف الحكم والفصل بين الناس، كما امتن الله على عبده داود عليه السلام.
6- ومنها اعتناء الله بأولياءه واصفياءه عندما يقع منهم بعض الخلل بفتنته اياهم وابتلائهم بما به يزول عنهم المحذور، ويعودونبه إلى اكمل من حالتهم الأولى، كما جرى لداود وسليمان عليهما السلام.
7- ومنها أن أنبياء الله معصومون من الخطأ فيما يبلغون عن الله تعالى لأن مقصود الرسالة لا يحصل إلا بذلك، وانه قد يجري منهم بعض مقتضيات الطبيعة من المعاصي، ولكن الله يتداركهم ويبادرهم بلطفه سبحانه وتعالى.
8- ومنها أن داود عليه السلام كان في أغلب أحواله لازما لمحرابه لخدمة ربه، لهذا تسور الخصمان عليه المحراب، لأنه كان إذا خلا في محرابه لا يأتيه احد، فلم يجعل كل وقته للناس، مع كثرة ما يرد عليه من الأحكام، بل قد جعل له وقتا يخلو فيه بربه، وتقر عينه بعبادته، وتعينه على الاخلاص له في جميع الأمور.
9- ومنها أنه ينبغي الأدب في الدخول على الحكام وغيرهم، فإن الخصمان لما دخلا على داود في حالة غير معتادة فزع منهم، واشتد ذلك عليه، ورآه غير لأئق بالحال.
10- ومنها أنه لا يمنع الحاكم من الحكم بالحق سوء ادب الخصم وفعله ما لا ينبغي.
11- ومنها جواز قول المظلوم لمن ظلمه انت ظلمتني أو يا ظالم ونحو ذلك أو باغ علي لقولهما {خصمان بغى بعضنا على بعض}.
12- ومنها أن الموعوظ والمنصوح ولو كان كبير القدر جليل العلم، إذا نصحه احد أو وعظه، لا يغضب ولا يشمئز، بل يبادر بالقبول والشكر، فإن الخصمين نصحا داود فلم يشمئز ولم يغضب، ولم يثنه ذلك عن الحق، بل حكم بالحق الصرف.
13- ومنها: أن المخالطة بين الأقارب والأصحاب، وكثرة التعلقات الدنيوية المالية، موجبة للتعادي بينهم، وبغي بعضهم على بعض، وانه لا يرد عن ذلك إلا استعمال تقوى الله عز وجل، والصبر على الأمور، بالإيمان والعمل الصالح، وأن هذا من أقل شيء في الناس.
14- ومنها أن الاستغفار والعبادة، خصوصا الصلاة من مكفرات الذنوب، فإن الله رتب مغفرة ذنب داود على استغفاره وسجوده.
15- ومنها إكرام الله لعبده داود وسليمان بالقرب منه، وحسن الثواب، ولا يظن أن ما حصل لهما منقص لدرجتهما عند الله تعالى، وهذا من تمام لطفه بعباده المخلصين، أنه إذا غفر لهم وأزال اثر ذنوبهم، أزال الآثار المترتبة عليه كلها، حتى ما يقع في قلوب الخلق، فإنهم إذا علموا ببعض ذنوبهم، وقع في قلوبهم نزولهم عن درجتهم الأولى، فأزال الله تعالى هذه الآثار، وما ذاك بعزيز على الكريم الغفار.
16- ومنها أن الحكم بين الناس مرتبة دينية، تولاها رسل الله وخواص خلقه، وأن وظيفة القائم بها الحكم بالحق ومجانبة الهوى، فالحكم بالحق يقتضي العلم بالأمور الشرعية، والعلم بصورة القضية المحكوم بها، وكيفية ادخالها في الحكم الشرعي، فالجاهل بأحد الأمرين لا يصلح للحكم، ولا يحل له الاقدام عليه.
17- ومنها أنه ينبغي للحاكم أن يحذر الهوى، ويجعله منه على بال فإن النفوس لا تخلومنه، بل يجاهد نفسه بأن يكون الحق مقصوده، وأن يلقي عنه وقت الحكم كل محبة أو بغض لأحد الخصمين.
18- ومنها أن سليمان عليه السلام من فضائل داود ومن منن الله عليه حيث وهبه له، وأن من أكبر نعم الله على عبده أن يهب له ولدا صالحا، فإن كان عالما فإنه نور على نور.
19- ومنها ثناء الله على سليمان ومدحه {نعم العبد إنه أواب}.
20- ومنها كثرة خير الله وبره بعبيده، أن يمن عليهم بصالح الأعمال ومكارم الأخلاق، ثم يثني عليهم بها وهو المتفضل الوهاب.
21- ومنها تقديم سليمان عليه السلام محبة الله تعالى على محبة كل شيء.
22- ومنها أن كل ما اشغل العبد عن الله فإنه مشؤم مذموم، فليفارقه وليقبل على ما هو انفع له.
23- ومنها القاعدة المشهورة «من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه» فسليمان عليه السلام عقر الجياد الصافنات المحبوبة للنفوس، تقديما لمحبة الله، فعوضه الله خيرا من ذلك، بأن سخر له الريح الرخاء اللينة، التي تجري بأمره إلى حيث اراد وقصد، غدوها شهر ورواحها شهر، وسخر له الشياطين اهل الاقتدار على الأعمال التي لا يقدر عليها الآدميون.
24- ومنها أن تسخير الشياطين لا يكون لأحد بعد سليمان عليه السلام.
25- ومنها أن سليمان كان ملكا نبيا، يفعل ما اراد، ولكنه لا يريد إلا العدل، بخلاف النبي العبد فإنه تكون ارادته تابعة لأمر الله، فلا يفعل ولا يترك إلا بالأمر، كحال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الحال أكمل.
انتهت الفوائد من تفسير ابن سعدي رحمه الله.
26- أن من اتى البيوت من غير أبوابها فإن فعله هذا سبب للخوف والفزع.
27- أن الأنبياء بشر يلحقهم من الطبائع البشرية كما يلحق غيرهم لقوله {ففزع منهم}.
28- أنه يجب أن يطمئن المفزع من فزع منه لقوله: {لا تخف}.
29- لباقة هذين الخصمين حيث لم تثر هذه الخصومة العداوة بينهما حيث قال: {إن هذا أخي}.
30- أنه ليس جميع الخلطاء يحصل منهم البغي لقوله {وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض} ولم يقل كلهم.
31- أن الذين آمنوا لا يحصل منهم البغي، يمنعهم ايمانهم وعملهم الصالح لقوله: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}.
32- أن الذي يجمع بين الايمان والعمل الصالح قليل لقوله: {وقليل ما هم}.
33- أن الأنبياء قد يفتنون ويختبرون لقوله {وظن داود أنما فتناه} يعني ايقن.
34- أن كل شخص محتاج إلى ربه مفتقر اليه لقوله: {فاستغفر ربه}.
35- أن السجود خضوعا لله من سنن الأنبياء لقوله {وخر راكعا} وهل يشرع أن يصلي ركعتين أم يفعل ما فعله داود عليه السلام؟
جاءت شريعتنا: أن يتوضأ ويصلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه.
36- في قوله {يا داود} إثبات كلام الله عز وجل، وفيها رد على من انكر ذلك.
37- أنه لا مانع أن يقال للسلطان ذوي السلطة العليا في الأرض أن يقال له: أنه خليفة الله، ولا يعني ذلك أن الله محتاج أن يستخلف أحدا ليقوم عنه بتدبير الخلق، ولكنه خلفه أي جعله حاكما بين الناس كما شرع سبحانه.
38- أن اتباع الهوى سبب للضلال لقوله: {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}.
39- أن المتبعين للهوى متوعدون بالعذاب الشديد.
40- أن من أسباب الضلال نسيان يوم الحساب لقوله: {بما نسوا يوم الحساب}.
41- أن عادة عرض الخيول والتمتع يجريها آخر النهار عادة قديمة إلى اليوم، وقل من تجده يفعل ذلك في أول النهار.
42- أنه ينبغي اختيار الخيل الجميلة الجيدة في هيئتها وسرعتها لقوله: {الصافنات الجياد}.
ف {الصافنات} جمال في الهيئة والشكل و{الجياد} دليل على سرعتها وقوة جريها.
43- أن الانشغال بامور الدنيا يسبب الاعراض عن ذكر الله وهذا أمر مذموم.
44- إثبات أن الشمس هي التي تدور على الأرض لقوله {حتى تورات بالحجاب} وهذا يؤيده كثير من النصوص مثل قوله تعالى: {والشمس تجري} وقوله: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين} 45- في قوله تعالى: {توارت بالحجاب} دليل على كروية الأرض لأنه لما أثبت أنها هي التي تتوراى أي الشمس بالحجاب، دل على أن الأرض هي التي تحجبها، وهذا أمر مقطوع به.
46- جواز التعزير باتلاف المال، وهذه المسألة اختلف فيها الفقهاء:
فمنهم من قال بأنه لا يجوز لأن إتلاف المال إفساد له، ويمكن أن نعزره بأخذ المال دون إتلافه، فنأخذه منه وننفقه في جهة اخرى.
ومنهم من قال: بأن ذلك جائز واستدلوا: بأن الغال من الغنيمة يحرق رحله وهذا اتلاف له مع أن الجيش قد يكون في حاجة، وهذا هو القول الراجح أنه يجوز التعزير بإتلاف المال، وذلك لأن السنة دلت على ذلك أولا ثم إن إتلافه أنكى وأ عظم أثرا، ثالثا: لو قلنا نأخذه ولا نتلفه لفتحنا بابا للولاة الظلمة، إذا أرادوا المال أقاموا دعوىعلى شخص ما، ثم قالوا نعزره بأخذ ماله، ثم يأخذون ماله على أن يكون في بيت مال المسلمين، فيأخذونه في جيوبهم!
47- أن الانسان لا بأس أن يعزر نفسه بإتلاف ماله بنفسه، لفعل سليمان عليه السلام.
48- قوة سلطان سليمان عليه السلام وكثرة جنوده لقوله {ردوها على} فلم يقل ردها على، بل قال: {ردوها}.
49- أن لسليمان عليه السلام كرسيا يجلس عليه كما يجلس الملوك، لأن الله جمع له بين الملك والنبوة.
50- تعلق قلب سليمان عليه السلام بالآخرة، يؤخذ من قوله {رب إغفر لي وهب لي} فطلب الآخرة قبل الدنيا.
51- جواز الذنوب على الأنبياء، من قوله {رب إغفر لي} ولو لم يكن هناك ذنب لم يستغفر.
52- جواز طلب الانسان الملك، تطلب من الله أن يملكك شيئا، ولكن يشترط أن يكون له استعداد وقدرة للقيام بما يطلب.
53- التوسل إلى الله تعالى بالاسم المناسب، فقوله {إنك أنت الوهاب} مناسب لطلبه {هب لي} وهذا من ضمن تفسير قوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}. انتهت فوائد ابن عثيمين رحمه الله وغفر له، وهذه فوائد أخرى:
54- مشروعية صلاة الضحى لقوله تعالى: {والاشراق} قال البقاعي رحمه الله: في الجامع لعبد الرزاق أن ابن عباس رضي الله عنه قال: صلاة الضحى في القرآن، ولكن لا يغوص عليها إلا غائص ثم قرأ الآية، واليها الإشارة- والله أعلم بصلاة الأوابين {إنه أواب} وروى مسلم في الصحيح عن زيد بن أرقم رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «صلاة الأوابين حين ترمض الفصال» اهـ. بتصرف.
55- جواز استعراض الحاكم القائد قواته تفقدا لها وإظهارا للقوة، ورفعا لمعنوياتها.
56- إطلاق لفظ الخير على الخيل، فيه تقرير أن الخيل إذا ربطت في سبيل الله كان طعامها وشرابها حسنات لمن ربطها في سبيل الله كما في الحديث الصحيح «الخيل ثلاث».
57- أن آلات الحرب اليوم من الطائرات وغيرها وإعدادها وتفقدها حل محل ربط الجياد.
58- الثناء على العبد بالتوبة الفورية التي تعقب الذنب مباشرة.
59- التثبت والأناة في جميع الأمور من أعظم الأمور المعينة على التوفيق للصواب قال البقاعي رحمه الله: فكانت هذه الدعوى تدريبا لداود عليه السلام في الأحكام، وذكرها للنبي صلى الله عليه وسلم تدريبا له على الأناة في جميع اموره على الدوام. ا.هـ.
60- أن في هذه الآيات تقرير لنبوة نبينا عليه الصلاة والسلام، إذ مثل هذه القصص لا تتأتى إلا بوحي.
وسأقف هنا بانتظار المزيد من المشاركات لتعم الفائدة، وستأتي بعض الفوائد أن شاء الله.
ملاحظة: الفوائد السبع الأخيرة من تفسير الجزائري حفظه الله ما عدا الفقرة رقم 59. اهـ.

.تفسير الآيات (41- 44):

قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)}.

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما انقضى الخبر عن الملك الأواب الذي ملك الدنيا بالفعل قهرًا وغلبة شرقًا وغربًا، وكان أيوب عليه السلام في ثروة الملوك وإن لم يكن ملكًا بالفعل، وكان تكذيب من كذب بالنبي صلى الله عليه وسلم إنما هو بتسليط الله الشياطين بوسوسته عليهم، وأمره سبحانه بالصبر على ذلك وقص عليه من أخبار الأوابين تعليمًا لحسن الأوبة إن وهن الصبر، أتبعه الإخبار عن الصابر الأواب الذي لم يتأوه إلا من وسوسة الشيطان لزوجه بما كان يفتنها ليزداد النبي صلى الله عليه وسلم بذكر هذه الأخبار صبرًا ويتضاعف إقباله على الله تعالى وتضرعه له اقتداء بإخوانه الذين لم تشغلهم عنه منحة السراء ولا محنة الضراء، وتذكيرًا لقدرة الله على كل ما يريده تنبيهًا على أنه قادر على رد قريش عما هم فيه ونصر المستضعفين من عباده عليهم بأيسر سعي فقال: {واذكر عبدنا} أي الذي هو أهل للإضافة إلى عظيم جنابنا، وبينه بقوله: {أيوب} وهو من الروم من أولاد عيص بن إسحاق عليهم السلام لتتأسى بحاله فنصبر على قومك وإن رأيت ما لا صبر لك عليه دعوت الله في إصلاحه.
ولما أمره بذكره، بين أن معظم المراد بعض أحواله الشريفة ليتأسى به فقال مبدلًا منه بدل اشتمال: {إذ} أي اذكر حاله الذي كان حين: {نادى} وصرف القول عن مظهر العظمة إلى صفة الإحسان لأنه موطنه لاقتضاء حاله ذلك فقال: {ربه} أي المحسن إليه الذي عرف إحسانه إليه في تربيته ببلائه كما عرف امتنانه بظاهر نعمائه وآلائه، ثم ذكر المنادى به حاكيًا له بلفظه فقال مشيرًا بالتأكيد إلى أنه- وإن كان حاله فيما عهد من شدة صبره مقتضيًا عدم الشكوى- أتاه ما لا صبر عليه: {إني} أي رب أدعوك بسبب أني.
ولما كان هنا في سياق التصبير عظم الأمر بإسناد الضر إلى أعدى الأعداء إلهابًا إلى الإجابة وأدبًا مع الله فقال: {مسّني} أي وأنا من أوليائك {الشيطان} أي المحترق باللعنة البعيد من الرحمة بتسليطك له {بنصب} أي ضر ومشقة وهم داء ووجع وبلاء يثقل صاحبه فيتبعه ويعيده ويكده ويجهده ويصل به إلى الغاية من كل ذلك، وقرئ بضم الصاد أيضًا وقرئ بالتحريك كالرُشد والرَشد، وكان ذلك إشارة إلى أحوال الضر في الشدة والخفة فالمسكن أدناه، والمحرك أوسطه، والمثقل بالضم أعلاه {وعذاب} أي نكد قوي جدًّا دائم مانع من كل ما يلذ، ويمكن أن يساغ ويستطعم أجمله، ونكره تنكير لتعظيم استغنائه على وجازته عن جمل طوال ودعاء عريض إعلامًا بأن السيل قد بلغ الزبى، وأوهن البلاء القوي، ولم يذكره بلفظ إبليس الذي هو من معنى اليأس وانقطاع الرجاء دلالة على أنه هو راج فضل الله غير آيس من روحه، وذلك أن الله تعالى سلطه على إهلاك أهله وولده وماله فصبر ثم سلطه على بدنه إلى أن سقط لحمه واستمر على ذلك مددًا طوالًا، فلذلك ثم تراءى لزوجته رضى الله عنها في زي طبيب وقال لها: أنا أداويه ولا أريد أن يقول لي، إذا عوفي أنت شفيتني، وقيل: قال لها: لو سجد لي سجدة واحدة شفيته، فأتته وحدثته بذلك فأخبرها وعرفها أنه الشيطان، وحذرها منه وخاف غائلته عليها، فدعا الله بما تقدم وشدد النكير والتعظيم لما وسوس لها به بأن حلف ليضربنها مائة ضربة، ردعًا لها عن الإصغاء إلى شيء من ذلك، وتهوينًا لما يلقاه من بلائه في جنبه.